الخميس، 23 يوليو 2009

صوت صفير البلبلي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اليوم عندنا ياحبايبي

قصيدة : صوت صفير البلبلي

القصة

يحكى بأن الأصمعي سمع بأن الشعراء قد ضيق عليهم

من قبل الخليفةالعباسي أبو جعفر المنصور فهو يحفظ كل قصيدة يقولونها

ويدعي بأنه سمعها من قبل فبعد أن ينتهي الشاعر من قول القصيدة

يقوم الأمير بسرد القصيدة إليه ويقول له لا بل حتى الجاري عندي يحفظها

فيأتي الجاري( الغلام كان يحفظ الشعر بعد تكراره القصيدة مرتين )

فيسرد القصيدة مرة أخرى ويقول الأمير ليس الأمر كذلك فحسب

بل إن عندي جارية هي تحفظها أيضاً ( .والجارية تحفظه بعد المرة الثالثة )

ويعمل هذا مع كل الشعراء.

فأصيب الشعراء بالخيبة والإحباط ، حيث أنه كان يتوجب على الأمير دفع مبلغ من المال

لكل قصيدة لم يسمعها ويكون مقابل ما كتبت عليه ذهباً. فسمع الأصمعي بذلك فقال

إن بالأمر مكر. فأعد قصيدة منوعة الكلمات وغريبة المعاني . فلبس لبس الأعراب

وتنكر حيث أنه كان معروفاً لدى الأمير. فدخل على الأمير وقال إن لدي قصيدة أود أن ألقيها

عليك ولا أعتقد أنك سمعتها من قبل. فقال له الأمير هات ما عندك ، فقال القصيده


وهذه هي القصيدة

صوت صفير البلبلي *** هيج قـلبي الثمـــــــــــــلي

المـــــاء والزهر معا *** مـع زهرِ لحظِ المٌقَلـــــــي

و أنت يا ســـيدَ لي *** وســــــيدي ومولــــــــي لي

فكـــم فكـــم تيمني *** غُـــزَيلٌ عقـــيقـــــــــــــــــَلي

قطَّفتَه من وجـــنَةٍ *** من لثم ورد الخــــجــــــــــلي

فـــــقال لا لا لا لا لا *** وقــد غدا مهـــــــــــــرولي

والخُـــــوذ مالت طربا *** من فعل هـــــــــذا الرجلي

فــــــــــــولولت وولولت *** ولـــــي ولي يا ويل لي

فقلت لا تولولـــي *** وبينـــــــــــــــي اللؤلؤ لــــي

قالت له حين كـــذا *** انهض وجـــد بالنــــــــــقلي

وفتية سقـــــونني *** قــــــهوة كالعســـــــــــــللي

شممــــتها بأنافي *** أزكـــى من القرنفـــــــــــلي

في وســط بستان حلي *** بالزهر والســــــــــرور لي

والعـــود دندن دنا لي *** والطبل طبطب طبلــــــــــــي

طب طبطب طب طبطب *** طب طبطب طبطب طب لي

والسقف سق سق سق لي *** والرقص قد طاب لي

شـوى شـوى وشـاهش *** على ورق ســفرجلي

وغرد القمري يصـــــيح *** مللـــــــــــــــي مللي

ولـــو تراني راكبا *** علـــى حمــــــــــــار اهزلي

يمشي علـــى ثلاثة *** كمـــــشية العرنجـــــــــــلي

والناس ترجــم جملي *** في السـوق بالقلقــــــــللي

والكــل كعكع كعِكَع *** خلفي ومــن حويــــــــــــــللي

لكــن مشيت هاربا *** من خشــية العقــــــــــــــنقلي

إلى لقاء مـــــــلك *** مـــــعظم مبجــــــــــــــــــــلي

يأمر لي بخــــــلعة *** حمـــراء كالــــــــــــــدم دملي

اجـــــر فيها ماشيا *** مبغــــددا للــــــــــــــــــــذيلي

انا الأديب الألمــعي من *** حي ارض الموصـــــــــلي

نظمت قطــــعا زخرفت *** يعجز عنها الأدبــــــــــــولي

أقول في مطلعــــــــها *** صوت صفير البلبلــــــــــــــي

حينها اسقط في يد الأمير فقال يا غلام يا جارية. قالوا لم نسمع بها من قبل يا مولاي

فقال الأمير احضر ما كتبتها عليه فنزنه ونعطيك وزنه ذهباً. قال ورثت عمود رخام من

أبي وقد كتبتها عليه ، لا يحمله إلا عشرة من الجند. فأحضروه فوزن الصندوق كله.

فقال الوزير يا أمير المؤمنين ما أضنه إلا الأصمعي فقال الأمير أمط لثامك يا أعرابي

فلما أزال الأعرابي لثامه فإذا به الأصمعي.

فقال الأمير أتفعل ذلك بأمير المؤمنين يا أصمعي؟

قال يا أمير المؤمنين قد قطعت رزق الشعراء بفعلك هذا.

قال الأمير أعد المال يا أصمعي قال

لا أعيده

قال الأمير أعده

قال الأصمعي بشرط.

قال الأمير فما هو؟

قال أن تعطي الشعراء

على نقلهم ومقولهم.

قال الأمير لك ما تريد

ليست هناك تعليقات: